ملك الأردن: سندافع عن بلادنا ضد أي تهديدات مستقبلية لأمننا الوطني نتيجة الأزمة السورية

رام الله – دنيا الوطن

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني “أننا سندافع عن بلادنا ضد أي تهديدات مستقبلية لأمننا الوطني نتيجة الأزمة السورية”.

من جهة أخرى، قال الملك عبد الله الثاني إن المعاناة في المنطقة ستستمر ما لم يساعد العالم على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحل القضية المركزية في الشرق الأوسط.

وقال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنه لا يمكن لأي صرح للأمن والتنمية الإقليميين أن يبني أساسه على رماد هذا الصراع المشتعل.

وأضاف الملك عبد الله: “بعد سبعة عقود ونصف، لا تزال نار الصراع مشتعلة”، وسأل جلالته: “إلى أين نتجه؟” حسبما نقلت قناة المملكة.

وقال: إذا استمرت حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الفلسطينيين، فسيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي لهذا الصراع، بالنظر إلى أن خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال، دون حقوق مدنية، ودون حرية التنقل، ودون أي حكم. إدارة حياتهم.

وتحدث العاهل الأردني عن قرارات الأمم المتحدة منذ بداية الصراع التي تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني المتساوية في مستقبل مزدهر بالسلام والكرامة والأمل، مؤكدا أن حل الدولتين هذا هو جوهر الحل. الطريق الوحيد نحو السلام الشامل والدائم.

وتناول الملك عبد الله الثاني حرمان الفلسطينيين من ممارسة حقهم في التعبير وتحقيق هويتهم الوطنية في الوقت الذي ينخرط فيه الإسرائيليون في التعبير والدفاع عن هويتهم الوطنية، مؤكدا أن المطلب الأساسي لهذا الحق هو قيامهم المستقل. ودولة قابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس. شرقية؛ العيش في أمن وسلام وازدهار مع إسرائيل.

وأشار إلى أن التأخير في تحقيق العدالة والسلام أدى إلى دورات لا نهاية لها من العنف. العام 2023 هو العام الأكثر عنفا ودموية بالنسبة للفلسطينيين خلال الخمسة عشر عاما الماضية.

وتساءل العاهل الأردني: كيف يمكن للناس أن يثقوا بالعدالة العالمية بينما تُبنى المستوطنات، وتُصادر الأراضي، وتُهدم المنازل؟ أين هو التضامن الدولي اللازم لإضفاء المصداقية على قرارات الأمم المتحدة بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدتنا؟

وفيما يتعلق بالوصاية الهاشمية، أكد الملك عبد الله الثاني أن القدس تظل مركز الاهتمام والاهتمام الدولي، وفي ظل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، يواصل الأردن التزامه بالحفاظ على هوية المدينة المقدسة. مدينة الإيمان والسلام هي مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا” تجاه أتباع الإسلام والمسيحية واليهودية.

وفي ما يتعلق بوكالة الغوث، أكد الملك عبد الله الثاني على ضرورة عدم ترك اللاجئين الفلسطينيين ضحايا لقوى اليأس. هناك حاجة ملحة لتمويل دائم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي وكالة الأمم المتحدة التي تقدم خدمات الإغاثة والتعليم والصحة الحيوية للملايين من لاجئي فلسطين. ومن الضروري حماية الأسر، وضمان استقرار المجتمعات، وإعداد الشباب لعيش حياة منتجة. ونوهت سعادتها إلى أهمية الأمن.. الشباب الفلسطيني متطرفون يستغلون إحباطهم ويأسهم من خلال ضمان استمرار مشاركتهم في المدارس التي ترفع راية الأمم المتحدة. أمة. وإلا فإن البديل سيكون رايات الإرهاب والكراهية والتطرف.

وقال جلالة الملك، خلال كلمته، إن أكثر من 345 مليون شخص حول العالم يواجهون يوميا خطر انعدام الأمن الغذائي أو الجوع، مشيرا إلى أن من بين الفئات الأكثر عرضة لهذا التهديد، هم 108 ملايين لاجئ أجبروا على ترك بلدانهم. الوطن نزحوا من ديارهم. وتركوا الحياة التي اعتادوا عليها، إذ يصنعون… 40% من هؤلاء اللاجئين أطفال.

وأضاف: “اللاجئون هم إخوتنا وأخواتنا. إنهم يتوقعون من بلداننا أن تساعدهم في إنهاء الأزمات التي أخرجتهم من وطنهم. ومن بينهم الأمهات والآباء والأجداد الذين يجب أن يعودوا إلى عائلاتهم”. “وهذا يشمل الشباب ذوي الأحلام الواعدة والأطفال الصغار الذين يستحقون الفرصة لتحقيق أحلامهم الكبيرة.”

وأكد الملك عبد الله الثاني أن اللاجئين يعتمدون على المجتمع الدولي؛ حتى يتمكنوا من تحمل هذه الحياة الصعبة، وتقدم العديد من وكالات الأمم المتحدة خدمات حيوية للمساعدة في تلبية هذه الاحتياجات، علماً أنه خلال الأشهر الماضية، كانت هذه الوكالات، واحدة تلو الأخرى، تنقل أخباراً قاسية عن اضطرارها إلى قطع هذه المساعدات. انخفاض كبير في التمويل الدولي.

وتساءل: “أهنا وصلنا إلى هذا الحد؟ هل سيقف المجتمع الدولي موقف المتفرج ويسمح بإجبار عائلات اللاجئين على إرسال أبنائهم للعمل بدلا من الدراسة؟”.

وقال الملك إن اللاجئين في الأردن يشكلون أكثر من ثلث سكاننا البالغ عددهم 11 مليون نسمة، وقد أدى نقص الدعم إلى وضع حياة مئات الآلاف من اللاجئين في دائرة من الخطر وعدم اليقين. وأشارت جلالتها إلى أن تأثير هذا النقص في المساعدات الإنسانية لا يمكن أن يقتصر على دولة أو منطقة واحدة محددة: “إن الخوف والحرمان يؤديان دائما إلى زيادة كبيرة في عدد اللاجئين المسافرين إلى أوروبا وخارجها، والذين غالبا ما يكون مصيرهم المأساة. “

وأشار العاهل الأردني إلى أن الأردنيين جادون في القيام بواجبهم تجاه المحتاجين، ويبذلون كل ما في وسعهم لتأمين الحياة الكريمة للاجئين.

ووفقا لعاهل الأردن، يشكل السوريون الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما ما يقرب من نصف اللاجئين السوريين الذين يستضيفهم الأردن، ويبلغ عددهم حوالي 1.4 مليون سوري، لأن الأردن بالنسبة للكثيرين منهم هو البلد الوحيد الذي عرفوه على الإطلاق. وولد أكثر من 230 ألف طفل سوري في الأردن منذ عام 2011.

وأضاف: “إننا نشاركهم موارد بلادنا الثمينة لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والطاقة والمياه. ونجد أن بلادنا هي واحدة من أكثر دول العالم التي تعاني من نقص المياه”. الأكثر عرضة لمستويات غير مسبوقة من الطلب المتزايد على هذا المورد الثمين، ونحن نواجه هذه الضغوط في وقت تلوح فيه أزمة في الأفق. “هناك قضية أخرى في منطقتنا وهي تغير المناخ وموجات الحر المدمرة والجفاف والفيضانات التي تصاحبها.”

وشدد على أنه للتعامل مع عبء اللاجئين، أدار الأردن بعناية موارده المحدودة والدعم الأساسي من المجتمع الدولي. ولا تزال مسؤولية التعامل مع اللاجئين تقع على عاتق الجميع، إذ لا يملك العالم ترف التنصل من مسؤوليته بترك جيل ضائع وراءه، مما يدل على أن قدرة الأردن على توفير الخدمات الأساسية للاجئين وصلت إلى حدودها القصوى.

وشدد الملك عبد الله الثاني على أن مستقبل اللاجئين السوريين يكمن في بلدانهم الأصلية، وليس في البلدان المضيفة، “ولكن حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، يجب علينا جميعا أن نفعل ما هو مناسب لهم”

وقال الملك خلال كلمته إن اللاجئين الآن بعيدون جداً عن العودة. وعلى العكس من ذلك، فمن المرجح أن يفر المزيد من السوريين من بلادهم مع استمرار الأزمة، ولن يكون لدى الأردن القدرة ولا الموارد اللازمة لاستضافتهم ورعايتهم. للمزيد منهم.

وشدد على أهمية إيجاد حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ويوفر نهجا خطوة بخطوة كوسيلة للمضي قدما. وهذا النهج الذي اقترحه الأردن كأساس للتعامل مع الحكومة السورية، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، يرسم خارطة طريق لحل الأزمة تدريجيا والتعامل مع كافة تداعياتها. وحتى ذلك الحين، سنحمي بلادنا من أي تهديدات مستقبلية ناجمة عن هذه الأزمة وتؤثر على أمننا القومي.

وأكد جلالة الملك أن الأردن يمثل نموذجا للظروف التي تواجه المنطقة برمتها. وعلى الرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها شعوب المنطقة، إلا أن الأزمات المتكررة أعاقت تحقيق المزيد من التنمية والازدهار. وبما أن المنطقة تعتبر نقطة حاسمة تتلاقى فيها التحديات العالمية الأكثر إلحاحا، فقد تساءلوا كيف سيكون رد فعل عالمنا؟

فهل سنجتمع في تضامن عالمي للوصول إلى جذور المشكلة، وحل الصراعات والأزمات التي تدمر الحياة والأمل؟

هل سنعمل كوحدة واحدة لاستعادة الثقة المفقودة في العمل الدولي ومساعدة المحتاجين؟
واختتمت جلالتها: “إننا نجتمع هنا كشركاء لمعالجة التحديات التي نواجهها وبناء مستقبل أفضل، ونتحدث هنا من أجل مصلحة شعبنا، ونتحدث من أجل الأسر والأجيال القادمة. ارفعوا أصواتكم، نتكلم، “من أجل الضحايا وغيرهم من النزاعات والنزوح والجوع والكوارث الناجمة عن تغير المناخ. إنهم ليسوا مجرد إحصائيات وأرقام. إنهم إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية وشركاؤنا في عالمنا. ليس لدينا خيار سوى إعادة بناء الثقة والتضامن”. “نعمل بشكل متضامن، حتى نتمكن من بناء المستقبل الذي يطمح إليه شعبنا ويستحقه. نحن في موقع المسؤولية دون أن نخسر جيلا كاملا. لا يمكن السماح بذلك”.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top